مصر ليست رومانيا

قبل اندلاع ثورة يناير ألهب مسئولو الحزب الواطى وفضائياتهم وبرامج اللوك شو أسماعنا بعبارة مُتكررة "مصر غير تونس" تيأيساً منهم للمصريين على استحالة تكرار الثورة التونسية فى مصر، ويقيناً منهم على موت الشعب المصرى فكيف يقوم ميت بثورة.

واليوم أقول وأُسمع الجميع من قادة الثورة المضادة وذيولها "مصر غير رومانيا".

المتتبع للأحداث التى تعاقبت علينا منذ قيام ثورة يناير يجد أن قادة الثورة المضادة قد ساروا على نفس نهج الثورة الرومانية محاولين إجهاض ثورتنا كما فُعل بالثورة الرومانية، نفس السيناريو المُتقن بحذافيره وتفاصيله بغرابة شديدة غير اختلاف فى أسماء مُنفذيه والبلد التى تحتوى الثورة.

جاء ترشيح نائب المخلوع لتولى الرئاسة فى محاولة لإسدال الستار على آخر مشهد من فصول السيناريو الرومصرى، غير أنه أصدم بحائط الثورة المصرية وغضبة جموع المصريين لحفظها السيناريو وحرصها على ثورتها مهما اختلفوا فيما بينهم.

تباينت ردود أفعال المصريين عن الرومانيين فى كل خطوات ومراحل السيناريو حيث تفنن المصريين فى مقاومة كل مكائد الثورة المضادة وكانت فى كل مرة تتحول بفضلٍ من الله من محنة تُفتت إلى منحة تقوى.

جُنن جنون قادة وذيول الثورة المضادة بعد مرور عام من المكر والخداع والدسائس بخروج المصريين بأعداد أكبر وأقوى وأشد تماسكاً فى المشهد الثانى من الثورة فى 25 يناير 2012، ومواصلة المصريين سيرهم لإنجاح الثورة برغم من وقوع أخطاء كثيرة من كل الأطراف، والأكثر هو تصميم المصريين باختلاف الأيدلوجيات على إنجاح الثورة وتحقيق الأهداف بصرف النظر على اختلاف الرؤى.

حاول الذيول وما زالوا لعلهم يستطيعون كسر إرادة شعباً خرج وقرر ألا يعود إلا بحريته كاملة، فحاولوا عقاب كل من شارك فى الثورة ويشارك فى استمرارها.

ما لم ولن يعلمه الماكرون المُدبرون للثورة المضادة أن الله أراد لهذه الثورة القيام ثم النجاح فكفل لها الرعاية، ولم يعرفوا طبيعة الشعب المصرى الذى يختلف اختلافاً جذرياً عن غيره من الشعوب بقدرته على التحمل والجلد والعناد والصبر مُتخطياً كل الحواجز مُحتفظاً بهدفه حتى يحقق ما يريد.

وتلك رسالة موجهة إلى الجميع ثورة مضادة، فلول، مجلس الشعب أو الرئيس المُنتخب: أحذروا غضبة المصريين.