خدمت بلادها شرقا وغربا منفذة لتعليمات البيت الابيض في واشنطن ،تتصف بالقوة والغرور ، والقضاء علي معارضي السياسة الأمريكية في المنطقة التي تعمل بها او علي أقل تقدير تطويع المعارضين ليكون أداة من ادوات المصالح الامريكية العليا .
لها خبرة واسعة جدا في التعامل مع الحركات الدينية ذات الطابع السياسي ، عملت في مناطق ملتهبة للغاية مثل باكستان تعاملت مع عسكر باكستان وشيوخها وفق مبدأ المصلحة أولا وقبل كل شىء وتحت شعار القوة الناعمة خير من الصدام .
انها التي تولت عملها في العام الماضي في وقت تقوم فيه مصر بادارة مرحلتها الانتقالية لازالة نظام فاسد كان غذاءه يأتي بأمر من السادة في البيت الابيض ، وبناء نظام جديد من المفترض ان يكون علي توازن تام مع الولايات المتحدة سواء في السياسة والاقتصاد المبني علي الندية .
نبدأ من حيث انتهينا ..ان باترسون السفيرة ذات الخبرة الدبلوماسية تأتي بتعليمات محددة من واشنطن بفتح قنوات مع الحركات الدينية الاسلامية التي استنشقت انفاسها بعد ثورة يناير ، ترسل التقارير من القاهرة الي الولايات المتحدة بشأن وجود هذه الحركات في الشارع المصرى وقوتها ومدى تأثيرها ، بعدها تقرر الحوار معهم لانهم سيشكلون النظام الجديد سواء البرلمان او الدستور الجديد .
أما عن العسكر ، فباترسون تتعامل معهم بشكل سلس قد يفوق تعاملها مع التيارات الاسلامية ، فباترسون هي المسئول الاول عن القضية التي تفجرت خلال الشهر الماضي والحالي المعروفة اعلاميا بقضية التمويل الاجنبي ، فالولايات المتحدة تعمل منذ عام 2004 في هذه القضية في تمويل المنظمات المدنية وفق أجندة خاصة مفادها تحقيق ارتباط خفي بين المجتمع المصرى والسياسة الامريكية ومصالحها في مصر ، وهذا ليس بخفي عن الاجهزة الامنية التي كانت تعمل في عهد المخلوع مبارك فكانت تتعامل معها بالتشديد تارة والسماح بالتمويل تارة اخرى .
باترسون التي عملت في باكستان وخرجت منها بعد ان اعلنت نجاح الولايات المتحدة من ارتباط الجماعات الدينية بسياسة الولايات المتحدة ، لابد انها جاءت بأجندة خاصة ايضا الي مصر ، فلقاءتها مع قيادات الاخوان المسلمين وجناحها السياسي المتمثل في حزب الحرية والعدالة يبين هيذه الاجندة في ربط النظام الجديد بالولايات المتحدة حتي ولو بشكل لا يؤثر علي شعبية هذه التيارات بالشارع ، بل تحقيق توازن خاص بين العسكر وهذه التيارات في النظام الجديد لخدمة الولايات المتحدة ومصالحها ، باختصار جعل مصر باكستان جديدة .
أما عن الرئيس القادم فتحاول الولايات المتحدة الا يصل رئيس ثورى الي قصر العروبة لانه سيقف حائلا لاريب ضد مصالحهم ، لذلك سيأتي رئيس " بركة " لا توجد له صلاحيات تعمل علي ازعاج الامريكان ، بل سيكون ضعيفا وفقا للخطة الامريكية أمام البرلمان وامام المؤسسة العسكرية التي ستكون في يدها زمام المبادرة في الحياة السياسية بشكل غير علني .