موضوع: الإسلامبولى: أريد تقبيل يد كل من كان فى ميدان التحرير الأربعاء 29 فبراير 2012, 11:07 am
«أطول يوم فى حياتى» بهذه الجملة وصفت الحاجة قدرية البرنس، والدة محمد شوقى الإسلامبولى، يوم عودة نجلها، بعد الإفراج عنه، وغياب 25 عاما قضاها متنقلا بين السعودية وباكستان وأفغانستان واليمن وإيران إلى أن عاد إلى مصر مرة أخرى.
أجواء الأفراح بعودة بالإسلامبولى بدأت، أول من أمس، حيث أصدر القاضى العسكرى قراره بالعفو الصحى عنه، وكان المقرر أن يذهب الإسلامبولى إلى النيابة العسكرية ومنها إلى مديرية أمن القاهرة، ثم إلى قسم شرطة عين شمس ثم إلى منزله إلا أنه تم اختزال كل هذه المحطات فى الذهاب فقط إلى مديرية أمن القاهرة.
لكن تبقت مشكلة أخرى.. كيف يتم نقل الإسلامبولى إلى مديرية الأمن، فحالته لا تسمح بنقله فى عربة ترحيلات، فجرت المفاوضات على إحضار سيارة إسعاف لنقله أو خروجه بصحبة أحد ضباط السجن فى سيارة ملاكى، وفى النهاية تم الاستقرار على أن يتم نقله فى سيارة ترحيلات على أن يجلس بجوار السائق وبجواره ضابط حراسة.
الإسلامبولى ذهب إلى مديرية أمن القاهرة لإتمام إجراءات الإفراج عنه، إلا أنه كان فى انتظاره مفاجأة غير سارة فقد أخبروه أنه مطلوب فى القضية رقم 12 لسنة 95 الإسكندرية، غير أنه بعد الاتصال بمديرية أمن الإسكندرية تبين أنه لا أساس لهذه القضية وأنها تكرار لقضية العائدين من أفغانستان.
بيت الأسرة بمدينة نصر كان على أتم الاستعداد لاستقبال الابن العائد، فتم تزيينه بالبالونات ولمبات الزينة، بينما تتوسط غرفة الاستقبال صورة مكبرة لشهادة تخرج خالد الإسلامبولى فى الكلية الحربية فى عام 78، وما إن دخل الإسلامبولى إلى البيت حيث كانت والدته فى استقباله، حتى ارتمت فى حضنه وظل يقبل يديها ورأسها مرات عديدة، وكذلك مع أختيه الحاجة أنيسة والحاجة سمية.
الحاجة قدرية، والدة الإسلامبولى، أصرت على أن يصلى ابنها العشاء على سجادة الصلاة الخاصة بوالده، حيث قالت له: منذ أن توفى والدك وأنا قمت بحفظها فى انتظار اليوم الذى تعود فيه وتصلى عليها كما كان يفعل والدك.
الأسرة قررت أن تذبح عجلا لله ابتهاجا بعودة نجلها بعد غد الجمعة بجوار مسجد آدم بعين شمس، حيث عاش الإسلامبولى هناك فترة من عمره ومارس دعوته من خلال هذا المسجد تزامنا مع اللقاء الأسبوعى الذى تعقده الجماعة الإسلامية عقب صلاة العشاء أسبوعيا يوم الجمعة.
محمد، العائد من أفغانستان بعد أن توفيت زوجته بإيران شقيقة الشيخ أسامة حافظ، نائب رئيس شورى الجماعة الإسلامية، تزوج مؤخرا من أرملة الشيخ أسامة حسن الملقب بأبى النعمان والذى اغتيل هو وابنه شريف وصهره على الحدود الباكستانية الأفغانية.
الإسلامبولى قال : إنه يشكر كل شاب وفتاة ورجل وامرأة وقف فى ميدان التحرير حتى تنحى النظام، مؤكدا أنه يودّ لو يقبل أيديهم جميعا، فقد أعادوا إلى مصر عزتها وكرامتها ورفعوا رأسها بين العالم، وكانوا سببا بعد الله -عز وجل- فى أن يعود إلى مصر.
الإسلامبولى أضاف أنه لم تكن له صلة بمقتل السادات، فقد تم القبض والتحفظ عليه بسجن طرة فى 3/9/ 81 والأحداث وقعت ما بين 25 /9 إلى 6/10، وقال: «ظللت مطاردا لهذا السبب حتى اضطررت إلى الخروج من مصر وأنا كاره لذلك».
الإسلامبولى قال «علاقتى بالشيخ أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الراحل، هى علاقة مصاهرة، فنجله عبد الله متزوج من ابنتى خديجة»، مضيفا «شرف كبير أن أكون صهرا له»، نافيا فى الوقت ذاته أن يكون له أى علاقة بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنه عندما كان عضوا فى مجلس شورى الجماعة الإسلامية خارج مصر أعلن موافقته على مبادرة وقف العنف التى أعلنتها الجماعة الإسلامية وأصدروا بيانا بذلك فى عام 1999.
الدكتور أسامة رشدى، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية، والذى كان له دور فى إقناع الإسلامبولى بالعودة إلى مصر، كان من أشد الناس فرحا بخروجه من السجن، إذ كان يرى نفسه ومع كل أزمة قلبية يتعرض لها الإسلامبولى فى السجن أنه السبب فى ذلك، مضيفا ان : «خروج الإسلامبولى هو يوم من أيام الثورة التى ردت إلى مصر كرامتها وحريتها».
الإسلامبولى: أريد تقبيل يد كل من كان فى ميدان التحرير